٢٢٢٤ - نا عبد الرزاق عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل في قوله تعالى :( تتجافى جنوبهم عن المضاجع (١) ) قال : كنت مع النبي ﷺ في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت : يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال :« لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت » ثم قال :« ألا أدلك على أبواب الخير ؟ : الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل » ثم قرأ ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى ( يعملون (٢) ) ثم قال :« ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ » فقلت : بلى يا رسول الله، قال :« رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد » ثم قال :« ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ » قلت : بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال :« كف عليك هذا » فقلت : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال :« ثكلتك (٣) أمك يا معاذ، وهل يكب (٤) الناس في النار على وجوههم - أو مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ »

(١) سورة : السجدة آية رقم : ١٦
(٢) سورة : السجدة آية رقم : ١٧
(٣) الثكلى : من فقدت ولدها، وثكلتك أمك : دعاء بالفقد والمراد به التعجب
(٤) الكب : الإلقاء والطرح


الصفحة التالية
Icon