٢٤٤٧ - نا عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، في قوله تعالى :( إني أرى في المنام أني أذبحك (١) ) قال لنا القاسم بن محمد أنه اجتمع أبو هريرة، وكعب فجعل أبو هريرة يحدث كعبا، عن النبي ﷺ، وجعل كعب يحدث أبا هريرة عن الكتب، فقال أبو هريرة : قال النبي ﷺ :« لكل نبي دعوة مستجابة، وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة » فقال له كعب : أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ ؟ قال : نعم، قال كعب : فداه أبي وأمي، أو فدى له أبي وأمي، أفلا أخبرك عن إبراهيم إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق قال الشيطان : إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا، فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه، فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال : أين ذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت : غاب لبعض حاجته، فقال : إنه لم يغد به لحاجته، إنما ذهب به ليذبحه، قالت : ولم يذبحه ؟ قال : يزعم أن ربه أمره بذلك، قالت : فقد أحسن أن يطيع ربه، فخرج الشيطان في أثرهما، فقال للغلام : أين يذهب بك أبوك ؟ فقال : لحاجته، قال : إنما يذهب بك ليذبحك، قال : ولم يذبحني ؟ قال : يزعم أن ربه أمره بذلك، قال : فوالله لئن كان الله أمره بذلك ليفعلن، قال : فتركه ولحق بإبراهيم فقال : أين غدوت بابنك ؟ فقال : لحاجة، قال : فإنك لم تغد به لحاجة، إنما غدوت به لتذبحه، قال : ولم أذبحه ؟ قال : تزعم إن ربك أمرك بذلك، قال : فوالله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن، فتركه ويئس أن يطاع، قال ( فلما أسلما (٢) ) قال معمر وقال قتادة : فلما أسلما أمر الله بينهما ( وتله للجبين )

(١) سورة : الصافات آية رقم : ١٠٢
(٢) سورة : الصافات آية رقم : ١٠٣


الصفحة التالية
Icon