٣١٠١ - عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، في قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة (١) ) أنها أنزلت في حاطب بن أبي بلتعة، قال : كتب إلى كفار قريش كتابا ينصح لهم فيه، فأطلع الله نبيه ﷺ على ذلك فأرسل عليا والزبير فقال لهما النبي ﷺ :« اذهبا فإنكما ستدركان امرأة في مكان كذا، وكذا فأتياني بكتاب معها » فانطلقا حتى إذا أدركاها، فقالا : الكتاب الذي معك ؟ فقالت : ما معي كتاب، فقالا : والله لا ندع عليك شيئا إلا فتشناه أو تخرجينه، قالت : أولستما مسلمين ؟ قالا : بلى، ولكن النبي أخبرنا أن معك كتاب حاطب بن أبي بلتعة فقد أيقنت أنفسنا أنه معك، فلما رأت جدهما أخرجت الكتاب من قرونها، فذهبا به إلى النبي، ﷺ، فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى كفار قريش، فدعاه النبي، ﷺ، فقال :« أنت كتبت هذا الكتاب ؟ » قال : نعم، قال :« وما حملك على ذلك ؟ » قال : أما والله ما ارتبت في الله منذ أسلمت ولكني كنت امرأ غريبا فيكم أيها الحي من قريش، وكان لي بمكة مال وبنون فأردت أن أدفع عنهم بذلك، فقال عمر : ائذن لي يا نبي الله فأضرب عنقه، فقال النبي ﷺ :« مهلا يا ابن الخطاب إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال :» اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم «

(١) سورة : الممتحنة آية رقم : ١


الصفحة التالية
Icon