٣١٢٨ - نا عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة، قال : اقتتل رجلان أحدهما من جهينة، والآخر من بني غفار، فكانت جهينة حلفاء للأنصار، فظهر عليهم الغفاري، فقال رجل منهم عظيم النفاق : عليكم صاحبكم، عليكم حليفكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد، إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال : وهم في سفر حينئذ، فجاء رجل من بعض من سمعه إلى النبي ﷺ، فأخبره بذلك، فقال عمر : مر معاذا أن يضرب عنقه، فقال النبي ﷺ :« والله لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه » فنزلت ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا (١) ) الآية، قال معمر، في قوله تعالى :( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل (٢) ) قال الحسن : جاء غلام إلى النبي ﷺ فقال : إني سمعت عبد الله بن أبي يقول كذا وكذا، قال :« فلعلك غضبت عليه » فقال : لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقوله، قال :« فلعلك أخطأ سمعك » قال : لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقول ذلك، قال :« فلعله شبه عليك » قال فأنزل الله تصديقا للغلام ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )، فأخذ النبي ﷺ، بأذن الغلام وقال : فقال وفت أذنك يا غلام

(١) سورة : المنافقون آية رقم : ٧
(٢) سورة : المنافقون آية رقم : ٨


الصفحة التالية
Icon