وحين يتحدث المؤلفون في علوم القرآن عن موضوع جمع القرآن الكريم فإن أغلبهم يطلق عبارة جمع القرآن الكريم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وجمعه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويريدون بالجمع معاني مختلفة، فبتدبر الأمر وتتبع الروايات نجد أن لفظ الجمع حين يطلق في زمن النبي ﷺ يقصد به حفظه عن ظهر قلب وكتابته على الأدوات المتوفرة ذلك الوقت. وحين يطلق في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه يقصد به كتابة القرآن الكريم في مصحف واحد مسلسل الآيات مرتب السور. وحين يطلق في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه يقصد به نسخ المصحف الذي كتب في عهد أبي بكر رضي الله عنه بمصاحف متعددة. وسنتناول بالتفصيل - إن شاء الله - هذه المراحل في المباحث التالية :