وكان من نتيجة ذلك أن كثر الحفاظ في عهد النبي رسول الله ﷺ، وكانوا يعرضون على النبي ﷺ القرآن ويقرؤونه عليه، « عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال لي النبي ﷺ :"اقرأ عليّ، قلتُ : اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : فإني أحب أن اسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ (النساء : ٤١) قال : أمسك، فإذا عيناه تذرفان » (١) وكان مسجده ﷺ عامرا بتلاوة القرآن يضج بأصوات الحفاظ فأمرهم رسول الله عليه وسلم أن يخفضوا أصواتهم لئلا يتغالطوا.
_________
(١) الحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة النساء باب ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) صحيح البخاري ج٥ - ص١٨٠.