فشكا ضَرَارتَهُ فأنزل الله ﴿ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ﴾. وفي رواية أخرى عن البراء قال :"لما نزلت ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ قال النبي ﷺ ادعوا فلانا، فجاءه ومعه الدواة واللوح أو الكتف، فقال : اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله وخلف النبي ﷺ ابنُ أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أنا ضرير، فنزلت مكانها ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (١)
وأخرج ابن أبي داود أن زيد بن ثابت قال :« كنت جار رسول الله ﷺ فكان إذا نزل الوحي أرسل إليَّ فكتبت الوحي » (٢)
وأخرج البخاري وغيره أن أبا بكر قال لزيد بن ثابت رضي الله عنهما :"كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ." (٣)
فهذه الأحاديث تدل على أن النبي ﷺ كان له كتاب يكتبون الوحي ويدعوهم لكتابته فور نزوله.
_________
(١) الحديثان أخرجهما البخاري في كتاب التفسير تفسير سورة النساء، باب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله. صحيح البخاري ج٥ - ص١٨٢، ١٨٣.
(٢) الحديث أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص٣.
(٣) الحديث أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن. صحيح البخاري ج٦ - ص٩٨.