المطلب الثاني: كُتَّاب الوحي :
كان للنبي ﷺ كُتَّاب يكتبون له ما ينزل عليه من آي الذكر الحكيم وسوره، وما يحتاجه من مكاتبات في شؤون الرسالة والدعوة وحوائج الناس (١) واختلفت المصادر في تعدادهم وذِكْرهم، حتى أوصلها بعضهم إلى أربعة وأربعين كاتبا (٢) ولعل السبب في ذلك هو جمعهم بين من كتب التنزيل وغيره وبين من كتب في شؤون الرسالة والدعوة ونحوها دون التنزيل، أو بين من كتب التنزيل بصفة رسمية وبين من كتبه لنفسه.
والذي اشتهر بكتابة التنزيل بين يدي النبي ﷺ كتاب وهم :
١. عبد الله بن سعد بن أبي السرح القرشي العامري أول من كتب للنبي ﷺ بمكة، حيث لم يكن بها أحد يعرف الكتابة سوى نفرٍ قليل. وقد اتخذه النبي ﷺ كاتبا للتنزيل في أول الأمر، ثم أزله الشيطان وأغواه فارتد عن الإسلام، ولما كان يوم فتح مكة أسلم وحسن إسلامه وعاد لكتابة التنزيل توفي سنة ٣٦هـ (٣)
_________
(١) كالكتابة إلى النجاشي في شأن مهاجري الحبشة، وكتابه إلى مصعب بن عمير بالمدينة لإقامة صلاة الجمعة، وصلح الحديبية. وغير ذلك.
(٢) انظر المصباح المضي في كتاب النبي الأمي ج١ - ص٢٩.
(٣) انظر : كتاب الوحي ص٣٢٥.