ويقصد بالحفظ أنهم لم يقبلوا شيئا من القرآن إلاّ إذا كان محفوظا عن ظهر قلب. وهذا الشرط كان ميسورا، لأن القرآن الكريم كان محفوظا في صدور الصحابة.
أما الكتابة فيقصد بها أن يكون كتب بين يدي الرسول ﷺ. أما ما كان بأيدي الصحابة من القرآن المكتوب، فكان يطلب من الصحابي الذي يتقدم به أن يُشهد على أن هذا المكتوب كتب بين يدي النبي ﷺ أو روجع على قراءته، أو سمعه وأقره. ويؤكد هذا ما قاله أبو بكر لعمر وزيد رضي الله عنهم :"اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه"
(١) كما يدل عليه ما أخرجه ابن أبي داود عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : قال عمر :"من كان تلقى من رسول الله ﷺ شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان". (٢)
_________
(١) الأثر أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص٦، وقال عنه ابن حجر : رجاله ثقات مع انقطاعه. فتح الباري ج٩ -ص١٢.
(٢) أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص١٠.


الصفحة التالية
Icon