المطلب الرابع: نشر عثمان بن عفان المصاحف في الأمصار
بعد أن تم العمل بنسخ المصاحف، أعاد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الصحف إلى حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، وأمر بتوزيع المصاحف على الأمصار ؛ ليقضي على التنازع والاختلاف في قراءة القرآن الكريم، فأرسل إلى كل مصر من الأمصار بمصحف من المصاحف التي نسخت، واحتفظ عنده بمصحف سمي "المصحف الإمام" (١).
وقد وقع الاختلاف في عدد هذه المصاحف :
١. فقيل: إنها ثمان نسخ، ذكر ذلك ابن الجزري عن عثمان قال "فكتب منها عدة مصاحف : فوجه بمصحف للبصرة، ومصحف إلى الكوفة، ومصحف إلى الشام، وترك مصحفًا بالمدينة، وأمسك لنفسه مصحفًا - الذي يقال له الإمام - ووجه بمصحف إلى مكة، ومصحف إلى اليمن، ومصحف إلى البحرين". (٢)
٢. وقيل: إنها أربع نسخ، قال أبو عمرو الداني :"أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كل ناحية واحدا : الكوفة، والبصرة، والشام، وترك واحدًا عنده (٣)
٣. وقيل: إنها خمس نسخ، قال ابن حجر :"فالمشهور أنها خمسة" (٤) وقرره السيوطي في الإتقان (٥)
وعلى أي حال فإن الجميع يكاد يتفق على خمسة وهي :
_________
(١) الأحرف السبعة ٢٧٢، دراسات حول القرآن لبدران أبو العينين ٧٦-٨٠.
(٢) النشر لابن الجزري ١ : ٧.
(٣) المقنع ص١٠.
(٤) فتح الباري ج٩ - ص١٨.
(٥) انظر الإتقان ج١ - ص٢١١ النوع الثامن عشر.


الصفحة التالية
Icon