فبعضهم يرى أنه احترق عندما احترق الجامع الأموي. يقول محمد كرد علي في حديثه عن الجامع الأموي :"حتى إذا كانت سنة ١٣١٠هـ سرت النار إلى جذوع سقفه، فالتهمتها في أقل من ثلاث ساعات، فدثر آخر ما بقي من آثاره ورياشه، وحرق فيه مصحف كبير بالخط الكوفي، كان جيء به من مسجد عتيق في بصرى، وكان الناس يقولون : إنه المصحف العثماني، (١) وبعضهم يرى أنه نقل إلى إنجلترا (٢)
وفي مصر الآن مصاحف أثرية، يقال إنها مصاحف عثمانية - في المسجد الحسيني، ودار الكتب المصرية - ولكن يستبعد ذلك لوجود زركشة وزينة ونقوش فاصلة بين السور، وعلامات لبيان أعشار القرآن، ولا شك أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا، ومن النقط والشكل٠ (٣)
وعلى أي حال فإن فقد هذه المصاحف لا يقلل من ثقتنا بما تواتر واستفاض نقله من المصاحف، ثقة عن ثقة وإماما عن إمام، وسواء أوجدت هذه المصاحف أم لم توجد فإنا على يقين بسلامة القرآن الكريم من الزيادة أو النقصان (٤).
_________
(١) خطط الشام لمحمد كرد علي ج٥ - ص٢٦٢.
(٢) انظر : مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح ص٨٨.
(٣) انظر : مناهل العرفان ج١ - ص٤٠٤.
(٤) انظر : مدخل إلى القرآن لدراز ص٤٠


الصفحة التالية
Icon