قال اللحياني (١) وجماعة من أهل اللغة :( قرآن : مصدر كغفران، سمي بـ "المقروء" أي المتلو، تسمية للمفعول بالمصدر، ومنه قوله تعالى ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ (القيامة: ١٧، ١٨) أي : قراءته، والمراد : جبريل عليه السلام. ومنه كذلك قول حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنهما :

ضَحُّوا بأشمطَ عنوانُ السجود به يُقَطِّعُ الليلَ تسبيحا وقرآنا
(٢) أي : قراءة. ويقال : قرأ الرجل، إذا تلا، يقطع قرآنا وقراءة (٣)
والاسم الثاني (الكتاب) إشارة إلى جمعه عن طريق المعنى الثاني وهو الحفظ في السطور، فالكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا. (٤)
قال السخاوي المتوفى سنة ٦٤٣هـ " ومن أسمائه - أي القرآن - الكتاب، سمي بذلك، لأن الكَتْبَ الجمع يقال : كتب إذا جمع الحروف بعضها على بعض، وتكَتَّب بنو فلان، أي : اجتمعوا (٥).
وقال الدكتور محمد دراز : روعي في تسميته قرآنا كونه متلوا بالألسن، كما روعي في تسميته كتابا كونه مدونا بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه.
_________
(١) هو علي بن حازم اللحياني، لغوي عاصر الفراء، كان حيا سنة ٢٠٧هـ، معجم المؤلفين ٧: ٥٦
(٢) الأشمط : أبيض الرأس يخالطه سواد، انظر ديوان حسان ص ٤٦٩.
(٣) انظر قوله في مدخل إلى تفسير القرآن د. زرزور ص ٤٥.
(٤) انظر المفردات ص ٤٢٣.
(٥) جمال القراء ج١ ص ٢٨.


الصفحة التالية
Icon