١٧٤٥٩ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم بمكة يقولون: الروم أهل كتاب وقد غلبتهم الفرس وأنتم تزعمون إنكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل على نبيكم وسنغلبكم كما غلبت فارس الروم، فأنزل الله الم غلبت الروم قال ابن شهاب: فأخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مسعود قال: أنه لما نزلت هاتان الآيتان تأمر أبو بكر بعض المشركين قبل أن يحرم القمار على شيء إن لم تغلب الروم فارس في بضع سنين، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ فعلت؟ فكل ما دون العشر بضع» فكان ظهور فارس على الروم في سبع سنين، ثم أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية، ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب «١».
١٧٤٦٠ - عن أبى سعيد قال: كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت الم غُلِبَتِ الرُّومُ قرأها بالنصب إلى قوله: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ قال: ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس «٢».
١٧٤٦١ - عن قتادة في قوله: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أدنى الأرض قال: غلبتهم أهل فارس على أدنى أرض: الشام وهم من بعد غلبهم سيغلبون قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدق المسلمون ربهم، وعرفوا أن الروم ستظهر على أهل فارس فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص وأجلوا بينهم خمس سنين فولى قمار المسلمين أبو بكر، وولي قمار المشركين أبي بن خلف وذلك قبل أن ينهى عن القمار، فجاء الأجل ولم تظهر الروم على فارس، فسأل المشركون قمارهم فذكر ذلك أصحاب النبي ﷺ فقال: «ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا أجلًا دون العشر؟ فإن البضع ما بين الثلاث إلى العشر فزايدوهم ومادوهم في الأجل، فأظهر الله الروم على فارس عند رأس السبع من قمارهم الأول، فكان ذلك مرجعهم من الحديبية، وكان مما شد الله به الإسلام، فهو قوله: وَيَوْمَئِذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله «٣».
١٧٤٦٢ - عن الزبير الكلابي قال: رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم وظهورهم على الشام والعراق كل ذلك في خمس عشرة سنة «٤».

(١). الدر ٦/ ٤٨٠.
(٢). الدر ٦/ ٤٨١.
(٣). الدر ٦/ ٤٨٢.
(٤). الدر ٦/ ٤٨٥.


الصفحة التالية
Icon