المستمعين من الموتى ثم قال يبعثهم الله فوصل المعنى بذكر البعث لهم
وقوله سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ثم استأنف ومثلهم في الإنجيل كزرع الآية
وقوله تعالى فأولى لهم ثم استأنف طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم
وكذلك قوله تعالى ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم فلو وقف على قولهم لهم فوصله ولم يقطعه منه بمستأنف بقوله ما يشتهون لكان قد أخبر أنهم قد جعلوا لله البنات ولهم جميعا ما يشتهون فأخبر أنهم وصفوا الله جل ذكره بأن له البنات ولم يصفوه بما يشتهون من الذكران وجل عنهما جميعا وإنما ذم الله المشركين حيث يجعلون له ما يكرهون لأنفسهم
من البنات ويجعلون لأنفسهم الذكران فيجعلون أنفسهم فوق الله جل وعز لتوكيد الحجة عليهم بعد إقرارهم أن الله خالقهم ثم يجعلون له ما يكرهون لأنفسهم وكذلك قوله إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ثم الكلام لتمام المعنى لثواب الذين آمنوا ثم استأنف فقال والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم فلو وصلها واصل ولم يقطعها باستثناء فقال والذين كفروا لكان قد وصفهم بدخول الجنات مع الذين آمنوا
وكذلك يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك فتم الكلام بتمام المعنى بإيجاز الله لنوح ومن معه البركات والسلام ثم استأنف الأمم من بعده بالمتاع والعذاب ولم يصل الكلام فيشترك الأمم بعده في السلام والبركات وكذلك إن


الصفحة التالية
Icon