فلما عقلوا ذلك عن ربهم ابتغوا منه الشفاء والهدى والرحمة فداووا به قساوة قلوبهم وغسلوا به درن ذنوبهم ووضعوا دواءه على أدواء قلوبهم ونفوا به سوء النيات من ضمائرهم وأزالوا به وحر صدورهم ونظروا ببصائرهم إلى ما يشبه الشبهات
من سوء الدلايل ومكايد الشيطان وزخرف المبطلين وكشفوا بمنار دلايله ما وارته الظلمات وغطته الشهوات من خفيات الغيوب ومعالم الطريق المضروب على المحاج الواضحات والبرهان النير فنظروا بنور هداية كلام الرب جل ذكره وواضح دلايله إلى ما خفي عن الغافلين المؤثرين لأهوائهم على استيضاح كتاب ربهم جل مولانا وتعالى فهتكوا بنوره حجاب كل ظلمة وكشفوا بتبيانه غطاء كل ضلالة وبدعة لأنه الدليل الواضح والصراط المستقيم الذي جعله الله للناس إماما ورضي به بينهم حاكما فأماتوا عنده كل شهوة وانبعثوا بتأمله إلى كل رغبة وحنوا بتشويقه إلى جوار المولى الكريم وصبروا لأحكامه في كل عسر ويسر وتأدبوا بأدبه في كل أقوالهم وتزينوا بأخلاقه في كل أمورهم فصاروا للقيام به وللمتعبدين أعلاما يرجع الحائرون عن الحق إلى سبيلهم ويتأدبون بمكارم أخلاقهم ويتزينون بزينة هديهم ويستضيئون بنور هدايتهم ٨٥ ويدينون بما ألزموا من برهان حجته فارغب إلى الله عز وجل في طلب آثارهم وسلوك طريقهم
القسم الأول
فضائل القرآن