وكذلك قوله عز وجل كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها إلى قوله فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء وكل من دخل النار فقد كذب بما أنزل الله جل ثناؤه
وقالوا ما أنزل الله على بشر من شيء فلن يدخل النار أبدا كذا على قول من حمل الآية على ظاهرها إلا من قال ما أنزل الله على بشر من شيء وكذب النذر وأنه لا يدخلها أحد من أهل الكبائر المقرين بالله ورسوله فإن قالوا ذلك ضادوا قولهم وكذبوا الله تعالى فيما سوى ذلك من الأخبار
وإن قالوا إنما أراد المكذبين خاصة قلنا لهم هذا أبين في العموم من الآيات الموجبات للموحدين على الذنوب النار لأنه قال كلما ألقي فيها فوج فعم كل فوج يلقى فيها وكذلك قوله لا يصلاها
إلا الأشقى الذي كذب وتولى وقد نفى أن يصلاها إلا من كذب وتولى وأوجب أن من صدق لا يدخلها وإن أتى بكل ذنب لأن الله عز وجل نفى أن يصلاها إلا من كذب وتولى
فإن قالوا إنما عنى به بابا من أبوابها دون غيره من الأبواب
قيل لهم فهذا على غير ظاهره كما قلتم في الآيات الموجبات لمن أذنب من أهل التوحيد وقد قال جل وعز من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون وقال جل من قائل والله يحب المحسنين وقال ١٠٩ إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا
وأحسن الأعمال التوحيد
فإن قالوا أراد من اجتنب الكبائر من الموحدين
قيل لهم هذا غير ظاهر التلاوة فإن الله تعالى يقول إنما يتقبل الله من المتقين
قيل لهم فهذا عليكم لأن كل من اتقى الشرك فقد وقع عليه اسم المتقين كما من فجر فجرة فقد وقع عليه اسم الفاجرين فقد لزمكم القول بأن الله تعالى ينسخ أخباره لأنا نقول زعمتم في دعواكم علينا أن أخبار الله جل وعز تتناسخ لأنه يقول إن الظالمين لهم عذاب مقيم إنه لا يحب الظالمين فكل من عصى الله من النبيين والصديقين وأصحاب الأنبياء فقد ظلم نفسه


الصفحة التالية
Icon