وَقَرَبت - أَقْرَبُ - قِرَابَةً - مثل : كَتَبت - أَكْتُبُ- كِتَابَةً - إذا سِرْتَ إلى الماء وبينك وبينه ليلة. وقيل : إذا قيل : لا تَقْرَب - بفتح الرَّاء كان معناه - لا تلتبس بالفِعْلِ، وإذا قيل : لا تَقْرَب - بالضَّم - لا تَدْنُ منه.
و « هذه » مفعول به اسم إشارة للمؤنث، وفيها لُغات : هَذِيِ وَهَذِهِ وهَذِهِ بِكسر الهاء بإشباع [ ودونه ] « وَهَذِه » بسكونها و « هذِهْ » بكسر الذال فقط، والهاء بدل من الياء لقربها منها في الخفاء.
قال « ابن عطية » ونقل أيضاً عن النَّحاس وليس في الكلام هاء تأنيث مكسور ما قبلها غير « هذه »، وفيه نظر؛ لأن تلك الهاء التي تدلُّ على التأنيث ليست هذه؛ لأن « تيك » بدل من تاء التأنيث في الوقف، وأما هذه الهاء فلا دلالة لها على التأنيث، بل الدَّال عليه مجموع الكلمة كما لا يقال : الياء في « هذي » للتأنيث، وحكمها في القرب والبعد والتوسُّط، ودخول هاء التنبيه وكاف الخطاب حكم « ذا » وقد تقدم.
ويقال فيها أيضاً :« تيكَ » و « تيلك » و « تَالِكَ؛ قال :[ الوافر ]

٣٩٥- تَعَلَّمْ أَنَّ بَعْدَ الغَيِّ رُشْدَاً وأَنَّ لِتَالِكَ العُمْرِ انْكِسَاراً
قال هشام : ويقال :» تَا فَعَلَتْ « ؛ وأنشد [ الطويل ]
٣٩٦- خَلِيلِيِّ لَوْلاَ سَاكِنُ الدَّارِ لَمْ أقِمْ بِتَا الدَّارِ إِلاَّ عَابِرَ ابْنِ سَبِيلِ
و »
الشجرة « بدل من » هذه «.
وقيل : نعت لها لتأويلها بمشتقِّ، أي : بهذه الحاضرة من الشجر. والمشهور أنَّ اسم الإشارة إذا وقع بعده مشتقّ كان نعتاً له، وإن كان جامداً كان بدلاً منه.
و »
الشجرة « واحدة » الشجر « : اسم جنس، وهو ما كان على ساقٍ، وله أغصان، وقيل : لا حاجة إلى ذلك لقوله تعالى :﴿ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴾ مع أنها كالزرع والبِطِّيخ، فلم يخرجه ذهابه على وجه الأرض من أن يكون شجراً.
قال المبرد :»
وأحسب كلّ ما تفرعت له عِيدان وأغصان، فالعرب تسميه شجراُ في وقت تشعبه «.
وأصل هذا أنه كلما تشجر، أي : أخذ يَمْنَةٍ ويسره، يقال : رأيت فلاناً قد شجرته الرّماح، قال تعالى :﴿ حتى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [ النساء : ٦٥ ] وتَشَاجَرَ الرجُلاَنِ في أمر كذا.
وقرئ :»
الشَّجَرة « بكسر الشين والجيم، وبإبدالها ياءً مع فتح الشِّين، وكسرها؛ لقربها منها مخرجاً؛ كما أبدلت الجيم منها في قوله :[ الرجز ]
٣٩٧- يَارَبِّ لإِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتجْ فَلاَ يَزالُ شَاححٌ يَأْتِيكَ بِخْ
يريد : حجّتي وبي.
وقال الراجز أيضاً :[ الرجز ]
٣٩٨- خَالِي عُوَيْفٌ وَاَبُو عَلِجْ أَلمُطْعِمَانِ اللَّحْمِ بالعِشِجّ
يريد : أبو عَلِيّ، وبالْعَشِيّ.
وقال الشاعر في »
شيَرَة « :[ الطويل ]


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
٣٩٩- إذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ وَلاَ جَنَى فَأَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ شِيرَاتِ