وقيلك من كان من شيعته، وإن لم يكن قريباً منه؛ قال :[ الطويل ]
٤٧١ فَلاَ تَبْكِ مَيْتاً بَعْدَ مَيْتٍ أَجَنَّهُ | عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ وَآلُ أبِي بَكْرِ |
واختلف فيه النُّحَاة : هل يضاف إلى الضمير أم لا؟
فذهب الكسائي، وأبو بكر الزبيدي، والنحاس إلى أن ذلك لا يجوز، فلا يجوز اللَّهم صَلِّ على محمَّد وآله، بل وعلى آل محمد، وذهب جَمَاعة، منهم ابن السِّيدِ إلى جوازه؛ واستدلُّوا بقوله ﷺ لما سئل فقيل : يا رسول الله من آلُكَ؟ فقال :» آلِي كُلُّ تَقِيٍّ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ « ؛ وأنشدوا قول [ عبدالمطلب ] :[ الكامل ]
٤٧٢ لاَهُمَّ إنَّ العَبْدَ يَمْنَعُ | رَحْلَهُ فَامْنَعْ حَلاَلَكْ |
وانْصُرْ عَلَى آل الصَّلِيبِ | وَعَابِدِيهِ اليَوْمَ آلَكْ |
٤٧٣ أَنَا الفَارِسُ الحَامِي حَقِيقَةَ وَالِدِي | وَآلِي كَمَا تَحْمِي حَقِيقَةَ آلِكَا ] |
فمنعه الجمهور، وقال » الأخفش « : قد سمعناه في البُلْدَان، قالوا : أهل » المدينة « وآل » المدينة « ولا يضاف إلاَ إلى مَنْ له قَدْرٌ وخَطرٌ، فلا يقال : آل الإسْكَاف ولا آل الحَجّام، وهو من الأسماء اللازمة للإضافة معنّى ولفظاً، وقد عرفت ما اختص به من الأحكام دون أصله الذي هو » أهل « هذا كلّه في » آل « مراداً به لأهل، أما » آل « الذي هو السَّراب فليس مما نحن فيه في شيء، وتصغيره » أُوَيْل « نحو :» مَال وَمُوَيْل « وتقدم جمعه.
قوله :﴿ فِرْعَوْنَ ﴾ خفض بالإضافة، ولكنه لا ينصرف للعُجْمَةِ والتعريف.
واختلف فيه : هل هو علم شخص، أو علم جنس؛ فإنه يقال لكلّ [ من ] ملك القِبْط و » مِصْر « : فرعون، مثل كِسْرَى لكل من ملك الفرس، وقَيْصَر [ وهرقل ] لكل من ملك الروم، ويقال لكل من ملك » الهند « : نهمز، وقيل : يَعْفُورن ويقال لمن ملك الصَّابئة : نمْرُوذ، ولمن ملك البربر : جَالُوت، [ ولمن ملك اليهود فيطون، والمعروف شالخ ولمن ملك فَرْغَانَة الإخشيد ]، ولمن ملك العرب من قبل العَجم النُّعْمَان؛ ولمن ملك » الصين « يعفو، وهِرَقْل لكل من ملك الروم، والقَيْل لكل من ملك » حِمْير «، والنَّجاشي لكل من ملك » الحبشة « وبَطْلَيْمُوس لكل من ملك » اليونان « وتُبَّع لمن ملك » اليمن «، وخَاقَان لمن ملك التُّرك.
وقال » الزمخشري « : وفرعون علم لمن ملك العَمَالقة كقيصر للروم، ولعُتُوّ الفراعنة اشتقوا منه تَفَرْعَنَ فلانٌ، إذا عَتَا وتَجَبَّرَ؛ وفي مُلَحِ بعضهم :[ الكامل ]