فعلى هذا فيها خمسة تغييرات : تقديم اللام، وإبدال الكسرة فتحة، وإبدال الهمزة الأخيرة ياء، ثم إبدالها ألفاً، ثم إبدال الهمزة التي هي لام ياء. والقول الأول أَوْلَى، لقلّة العمل، فيكون للخليل في المسألة قولان.
الثالث : قول سيبويه أن أصلها عنده :« خَطَايىء » كما تقدم، فأبدل الياء الزائدة همزة، فاجتمع همزتان، فأبدل الثانية منهما « ياء » لزوماً، ثم عمل العمل المتقدّمن ووزنها عند « فَعَائل » مثل :« صَحَائف »، وفيها على قوله خمسة تغييرات : إبدال الياء المزيدة همزة وإبدال الهمزة الأصلية ياء، وقلب الكسرة فتحة، وقلب الياء الاصلية ألفاً، وقلب الهمزة المزيدة ياء.
الرابع : قول « الفَرَّاء »، هو أن « خَطَايا » عنده ليس جمعاً ل « خطيئة » بالهمز، إنما هو جمع ل « خَطِيّة » ك « هَدِيَة وهَدَايا » و « رَكيّة ورَكَايَا ».
قال الفراء : ولو جمعت « خَطيئة » مهمزة لقلت :« خَطَاءا » يعني : فلم تقلب الهمزة ياء، بل تبقيها على حالها، ولم يعتد باجتماع ثلاث ألفات.
ولكنه لم يقله العرب، فدلّ ذلك عنده أنه ليس جمعاً للمهموز.
وقال « الكسائي » : ولو جمعت مهموزة أدغمت الهمزة في الهمزة مثل :« دواب ».
وقرىء :« يَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيْئَاتِكُمْ » و « خَطِيْئَتَكُمْ » بالجمع والتوحيد، وبالياء والتاء على مالم يُسَمَّ فاعله، و « خَطَايَاكُمْ » بهمز الألف الأولى دون الثانية، وبالعكس. والمعنى في هذه القراءات واحد؛ لأن الخطيئة إذا غفرها الله تعالى فقد غفرت، وإذا غفرت فإنما يغفرها الله.
والفعل إذا تقدّم الاسم المؤنث، وحال بينه وبين الفاعل حَائِلٌ جاز التذكير والتّأنيث كقوله تعالى :﴿ وَأَخَذَ الذين ظَلَمُواْ الصيحة ﴾ [ هود : ٦٧ ]. و ﴿ وَأَخَذَتِ الذين ظَلَمُواْ ﴾ [ هود : ٩٤ ].
وقرأ الجحدري :« خَطِيئتكم » بمدة وهمزة وتاء مرفوعة بعد الهمزة.
وقرأ ابن كثير :« خَطَايأكم » بهمزة قبل اكاف.
وقرأ الكسائي : بكسر الطاء والتاء، والباقون بإمالة الياء.
و « الغَفْر » : السّتر، ومنه المِغْفَر : لِسُتْرة الرأسن وغفران الذُّنوبح لأنها تغطيها، وتقد تقدّم الفرق بينه وبين العَفُوا.
و « الغِفارَة » : خِرْقَةٌ تستر الْخِمَار أن يَمَسَّه دهن الرأس.
و « الخَطِيئة » من الخَطَأ، وأصله : العدول عن الجهة، وهو أنواع :
أحدها : إرادة غير ما تحسن إرادته، فيفعله، وهذا هو الأصل [ التام ] يقال منه :« خَطِىءَ يَخْطَأ خِطْأً وخِطْأةً ».