وهي عبارة عن اللُّمْعَة المخالفة للون، ومنه : ثوب مَوْشِيٌّ : أي : منسوج بلونين فأكثر، وثور مَوْشِيٌّ القَوَائِم، أي : أَبْلَقُهَا؛ قال :[ البسيط ]

٥٨٨ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةً مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ طَاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرِدِ
ومنه : الواشي للنَّمَّام؛ لأنه يَشِي حديثه، أي يزينه ويخلطه بالكذب.
وقال بعضهم : ولا يقال له وَاشٍ حتى يغير كلامه ويزينه.
ويقال : ثور أَشْيَهُ، وفرس أَبْلَقُ، وكمَبْش أخْرَجُ، وتَيْس أَبْرَق، وغُراب أَبْقَع، كل ذلك بمعنى البلقة.
و « شية » اسم « لا »، و « فيها » خبرها.

فصل في ضبط الحيوان بالصفة


دلت هذه الآيات على ضَبْطِ الحيوان بالصفة، وإذا ضبط بالصفة وحصر بها جاز السَّلَمُ فيه، وكذلك كل ما ضبط بالصفة.
وقال ﷺ :
« لاَتَصِفُ المَرْأَةُ المَرْأَةَ لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إلَيْهَا » فجعل ﷺ الصّفة تقدم مقام الرؤية.
قوله :﴿ الآن جِئْتَ ﴾ الآن منصوب ب « جئت »، وهي ظَرْف للزّمان يقتضي الحال، ويخلص المضارع له عند جمهور النّحاة.
وقال بعضهم : هذا هو الغالب، وقد جاء حيث لا يمكن أن يكون للحال، كقوله :﴿ فَمَن يَسْتَمِعِ الآن ﴾ [ الجن : ٢ ] ﴿ فالآن بَاشِرُوهُنَّ ﴾ [ البقرة : ١٨٧ ] فلو كان يقتضي لحال لما جاء مع فعل الشرط والأمر اللذين هما نصّ في الاستقبال، وعبر عنه هذا القائل بعبارة تُوافق مذهبه وهي :« الآن » لوقت حصر جميعه أو بعضه يريد بقوله :« أو بعضه » نحو :« فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ »، وهو مبني.
واختلف في علّة بنائه : فقال الزَّجَّاج : لأنه تضمن معنى الإشارة؛ لأن معنى أفعل الآن، أي : هذا الوقت.
وقيل : لأنه أشبه الحرف في لزوم لَفْظ واحد، من حيث إنه لا يُثَنَّى ولا يُجْمع ولا يصغّر.
وقيل : لأنه تضمّن معنى حرف التعريف، وهو الألف واللام ك « أمس »، وهذه الألف واللام زائدة فيه بدليل بنائه، و لم يُعْهَد مُعرفٌ ب « أل » إلا معرباً، ولزمت فيه الألف واللام كما لزمت في « الذي والّتي » وبابهما، ويعزى هذا للفارسي، وهو مردود بأن التضمين اختصار، فكيف يختصر الشيء، ثم يؤتى بمثل لفظه.
وهو لازم للنظر فيه، ولا يتصرف غالباً، وقد وقع مبتدأ في قوله ﷺ :« فَهُوَ يَهْوِي في قَعْرِهَا الآنَ حِينَ انْتَهَى ».
ف « الآن » مبتدأ، وبني على الفتح لما تقدم، و « حين » خبره، بُنِيَ لإضافته إلى غير متمكّن، ومجروراً في قوله :
٥٨٩ أَإِلَى الآنِ لاَ يَبِينُ ارْعِوَاءُ .....................
وادعى بعضهم إعرابه مستدلاً بقوله :[ الطويل ]


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
٥٩٠ كَأَنَّهُمَا مِلآنِ لَمْ يَتَغَيَّرا وَقَدْ مَرَّ لِلدَّارَيْنِ مِنَ بَعْدِنَا عَصْرُ