وقد حكى ابن عرفة :« تَوَيَّلَ الرجل » إذا دعا بالوَيْلِ. وهذا لا يرد؛ لأنه مثل قولهم : سَوَّفْتَ ولَوْلَيت إذا قلت له : سَوْفَ وَلَوْ.
ومعنى الويل : شدة الشر، قاله الخليل.
وقال الأَصْمَعِيّ : الويل : التفجُّع، والويح : الترحم.
وقال سيبويه : وَيْلٌ لمن وقع في الهَلكة، وويح زجر لمن أشرف على الهلاك.
وقيل : الويل : الحزن.
وهل « ويل وويح وويس وويب » بمعنى واحد أو بينها فرق؟ خلاف فيه، وقد تقدم ما فرقه به سيبويه في بعضها.
وقال قوم :« ويل » في الدعاء عليه، و « ويح » وما بعده ترحم عليه.
وزعم الفراء أنّ أَصْل « ويل » : وَيْ، أي : حزن، كما تقول : وي لفلان أي حُزْنٌ له، فوصلته العرب باللاّم، وقدرت أنها منه فأعربوها، وهذا غريب جدَّا.
ويقال : وَيْلٌ وَوَيْلَة.
وقال امرؤ القيس [ الطويل ]
٦٠٧ لَهُ الوَيْلُ إنْ اَمْسَى وَلاَ أُمُّ عَامِرٍ | لَدَيْه وَلاَ البَسْبَاسَةُ ابْنَةُ يَشْكُرَا |
٦٠٨ وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ... فَقَالَتْ : لَكَ الوَيْلاَتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
ف « وَيْلات » جمع « وَيْلة » لا جمع « وَيْل » كما زعم ابن عطية؛ لأن جمع المذكر بالألف والتاء لا ينقاس.
قال ابن عباس رضي الله عنه :« الويل العذاب الأليم »، وعن سفيان الثورى أنه قال :« صديد أهل جهنم ». [ وروى أبو سعيد الخدري عن النبي ﷺ أنَّه قال :« الوَيْلُ وَادٍ في جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ »
]. وقال سعيد بن المسيب :« وَادٍ في جهنم لو سيرت فيه جبال الدّنيا لانماعت من شدّة حره ».
وقال ابن يزيد :« جبل من قَبح ودم ».
وقيل : صهريج في جهنم.
وحكى الزهراوي عن آخرين : أنه باب من أبواب جَهَنَّم.
وعن ابن عباس : الويل المشقّة من العذاب.
وقيل : ما تقدم في اللغة.
قوله :« بِأَيْدِيْهِمْ » متعلّق ب « يكتبون »، ويبعد جعله حالاً من « الكتاب »، والكتاب هنا بعض المكتوب، فنصبه على المفعول به، ويبعد جعله مصدراً على بابه، وهذا من باب التأكيد، فإن [ الكتابة ] لا [ تكون ] بغير اليد، [ ونظيره ] :