٦١١ فَلَيْتَ سُلَيْمَى في الْمَمَاتِ ضَجِيعَتي هُنَالِكَ أَمْ فِي جَنَّةٍ أَمْ جَهَنَّمِ
التقدير : بل في جهنَّم، ولو كانت همزة الاستفهام مقدَّرةً بعدها لوجب الرفع في « شاء »، و « جهنم » على أنها خبر لمبتدأ محذوف، وليس لقائل أن يقول : هي في هذين الموضعين مُتَّصلة لما عرف أن من شرطها أن تتقدّمها الهمزة لفظاً أو تقديراً، ولا يصلح ذلك هنا.
قوله :« مَا لاَ تَعْلَمُونَ » ما منصوبة ب « تقولون »، وهي موصولة بمعنى « الذي » أو نكرة موصوفة، والعائد على كلا القولين محذوف، أي : ما لا تعلمونه، فالجملة لا محلّ لها على القول الأول، ومحلّها النصب على الثاني.

فصل في الاستدلال بالآية على أمور


الآية تدلّ على أمور :
أحدها : أن القول بغير دليل باطل.
الثاني : ما جاز وجوده وعدمه عقلاً لم يجز المصير إلى الإثبات أو إلى النفي إلاَّ بدليل سمعي.
الثالث : تمسّك منكرو القياس وخبر الواحد بهذه الآية، قالوا : لأن القياس وخبر الواحد لا يفيدان العلم، فهو قول على الله بما لا يعلم.
والواجب : أنه دلت الدلائل على وجوب العمل عند حصول الظّن المستفاد من القياس، منه خبر الواحد، فكان وجوب العمل عنده معلوماً، فكان القول به قولاً بالمعلوم.


الصفحة التالية
Icon