كيف يتوهّم أن « أَيَّدَ » بالتشديد في قراءة الجمهور بزنة « أَفَعْلَ »، هذا ما لا يقع.
و « الأَيْد » : القوة.
قال عبدالمطّلب :[ الرجز ]
٦٤٨ أَلْحَمْدُ لِلَّهِ الأعَزِّ الأَكْرَمِ | أَيَّدَنَا يَوْمَ زُحُوفٍ الأَشْرَمِ |
قال الزمخشري :« يقال : الحمد لله الذي آجَدَني بعد ضَعْف، وأوجدني بعد فَقْر ». وهذا كما أبدلوا من يائه جيماً فقالوا : لا أفعل ذلك جَدَ الدَّهْرِ أو مد الدهر، وهو إبدال لا يطّرد.
ومن إبدال الياء جميعاً قول الراجز :[ الرجز ]
٦٤٩ خَالِي عُوَيْفٌ وَأَبُو عَلِجِّ | أَلْمُطْعِمَانِ اللَّحْمَ بِالْعَشِجِّ |
قوله :« بِرُوحِ القُدُسِ » متعلق ب « أيدناه ».
وقرأ ابن كثير :« القُدْس » بإسكان الدال، والباقون بضمها، وهما لغتان : الضم ل « الحجاز » والإسكان ل « تميم »، وقد تقدم ذلك، وقرأ أبو حيوة :« القُدُّوس » بواو، فيه لغة فتح القاف والدال معناه : الطَّهارة أو البركة كما [ تقدم عند قوله :﴿ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [ البقرة : ٣٠ ] ] و « الروح » في الأصل : اسم للجزء الذي تحصل به الحياة في الحيوان، قاله الرَّاغب.
فصل في المارد ب، « روح القدس »
اختلفوا في « روح القُدُس » هنا على وجوه :
أحدها : أنه جبريل عليه السلام؛ لقول حسّان :[ الوافر ]
٦٥٠ وجبْرِيلٌ رَسولُ اللهِ فِينَا | ورُوحُ القُدْسِ لَيْسَ بِهِ كِفَاءُ |