وميكائيل اسم أعجمي، والكلام فيه كالكلام في « جبريل » من كونه مشتقّاً من ملكوت الله تعالى، أو أن « ميك » بمعنى عبدن و « إيل » اسم الله، وأن تركيبه تركيب إضافة أو تركيب مزج، وقد عرف الصحيح من ذلك.
وفيه سبع لغات :« مِيكَال » بزنة « مِفْعَال » وهي لغة « الحجاز »، وبها قرأ أبو عمر وحفص عن عصام، وأهل « البصرة » ؛ قالوا :[ البسيط ]
٦٨٥ وَيَوْمَ بَدْرٍ لَقِينَاكُمْ لَنَا عُدَدٌ | فِيهِ مَعَ النَّصْرِ مِيكَالٌ وَجِبْرِيلُ |
٦٨٦ عَبَدُوا الصَّلِيبَ وَكَذَبُوا بمُحَمَّد | وَبِجَبْرَئِيلَ وَكَذَّبُوا مِيْكَالاَ |
الثالثة : كذلك، إلا أنه بزيادة ياء بعد الهمزة بوزن « ميكائيل »، وهي قراءة الباقين.
الرابعة : ميكئيل مثل ميكعيل، وبها قرأ ابن محيصن.
الخامسة : كذلك، إلاَّ أنه لا ياء بعد الهمزة، فهو مثل : مِيكَعِل، وقرىء بها.
السادسة : ميكاييل بياءين بعد الألف، وبها قرأ الأعمش.
السابعة : ميكاءَل بهمزة مفتوحة بعد الألف كما يقال :« إسراءَل »، وحكى المَاوَرْدِيّ عن بان عباس رضي الله تعالى عنهما أن « جَبْر » بمعنى عَبْد بالتكبير، و « ميكا » بمعنى عُبَيْد بالتصغير، فمعنى جبريل : عبدالله، ومعنى ميكائيل : عبيد الله قال : ولا يعلم لابن عباس في هذا مخالف.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى : وزاد بعض المفسّرين : وإسرافيل عبدالرحمن.
قال النحاس : ومن قال :« جبر » عبد، و « إل » الله وجب عليه أن يقول : هذا جَبْرُئِل، ورأيت جَبْرَئِل، ومررت بِجَبْرِئِل، وهذا لا يقال، فوجب أن يكون مسمى بهذا.
وقال غيره : ولو كان كما قالوا لكان مصروفاً، فترك الصرف يدلّ على أنه اسم واحد مفرد ليس بمضاف.
قال ابن الخطيب : يجب أن يكون جبريل عليه الصَّلاة والسَّلام أفضل من ميكائيل لوجوه :
أحدها : أنه قدمه في الذّكر، وتقديرم المَفْضُول على الفاضل في الذكر مستقبح عرفاً.
وثانيها : أن جبريل ينزل بالقرآن والوحي والعلم، وهو مادة بقاء الأرواح، وميكائيل ينزل بالخصب والأمطار، وهي مادة بقاء الأبدان، ولما كان العلم أشرفل من الأغذية وجب أن يكون جبريل أفضل من ميكائيل.
وثالثها : قوله تعالى في صفة جبريل ﷺ :﴿ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ [ التكوير : ٢١ ] ذكره بوصف المطاع على الإطلاق، وظاهره يقتضي كونه مطاعاً بالنسبة إلى ميكائيل عليه الصَّلاة والسَّلام فوجب أن يكون أفضل منه.