وأكثر المفسرين يقول : إن هذا التَّوفي قبض الأرواح.
وقال الحسن : إنه وفاةُ الحشر؛ لقوله بعد ﴿ ادخلوا الجنة ﴾ واحتج الأولون بأن الملائكة لما بشروهم بالجنة، صارت الجنة كأنها دارهم، فيكون المراد بقوله :﴿ ادخلوا الجنة ﴾ أي : خاصة لكم، « يَقُولونَ » يعني الملائكة :« سَلامٌ عَلَيْكُم » وقيل : يُبلِّغونَهم سلام الله.
قوله :﴿ الذين تَتَوَفَّاهُمُ ﴾ يحتمل ما ذكرناه فيما تقدم، وإذا جعلنا « يَقُولون » خبراً فلا بدَّ من عائدٍ محذوفٍ، أي : يقولون لهم، وإذا لم نجعله خبراً، كان حالاً من الملائكة؛ فيكون « طَيِّبينَ » حالاً من المفعول، و « يَقُولُونَ » حالاً من الفاعل، وهي يجوز أن تكون حالاً مقارنة، أي : كان القول واقعاً في الدنيا، ومقدرة إن كان واقعاً في الآخرة.
ومعنى « طَيِّبينَ »، أي ظاهرين من الشرك، وقيل : صالحين، وقيل : زاكية أعمالها وأقوالهم، وقيل : طيِّبي الأنفس؛ ثقة بما يلقونه من ثواب الله - تعالى - وقيل : طيبة نفوسهم، بالرجوع إلى الله، وقيل : طيِّبين، أي : يكون وفاتهم طيبة سهلة.
و « ما » في « بِمَا » مصدرية، أو بمعنى الذي؛ فالعائد محذوف.


الصفحة التالية
Icon