ويجوز أن يكون « الَّذينَ كَفرُوا » نصباً على الذَّمِّ أو رفعاً عليه، فيضمر النَّاصب والمبتدأ وجوباً.

فصل


لما ذكر وعيد الذين كفروا، أتبعه ب « وعيد » من ضمَّ إلى كفره صدَّ الغير عن سبيل الله، وهو منعهم عن طريق الحقِّ.
وقيل : صدهم عن المسجد الحرام، ﴿ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العذاب ﴾ ؛ لأنهم زادوا على كفرهم صَدَّ الغير عن الإيمان.
قال - ﷺ - :« مَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئةً فعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ من عَمِلَ بِهَا
»
. « قال ابن عباس - رضي الله عنه - [ ومقاتل ] :» المراد بتلك الزيادة خمسة أنهار من صفر مذابٍ؛ تسيل من تحت العرش، يعذَّبون بها ثلاثة بالليل واثنان بالنَّهار «.
وقال سعيد بن جبير : زدناهم عذاباً بحيّات كالبخت، وعقارب كالبغال تلسعهم، وقيل : يخرجون من حرِّ النار إلى زمهرير.
وقيل : يضعَّف لهم العذاب بما كانوا يفسدون، أي : بذلك الصَّد.


الصفحة التالية
Icon