« كيف » نصب : إمَّا على التشبيه بالظرف، وإمَّا على الحال، وهي معلقة ل « انْظُرْ » بمعنى فكِّر، أو بمعنى أبصرْ.
والمعنى : أنا أوصلنا إلى مؤمنٍ، وقبضنا عن مؤمنٍ آخر، وأوصلنا إلى كافرٍ، وقبضنا عن كافرٍ آخر، وقد ببيَّن - تعالى - وجه الحكمة في هذا التفاوت، فقال جلَّ ذكره :﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحياة الدنيا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾ [ الزخرف : ٣٢ ].
وقال تعالى في آخر سورة الأنعام :﴿ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾ [ الأنعام : ١٦٥ ] الآية.
ثم قال تعالى :﴿ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾ أي : من درجات الدنيا، ومن تفضيل الدنيا، و المعنى : أن الآخرة أعظم وأشرف من الدنيا.
أي : أن المؤمنين يدخلون الجنَّة، والكافرين يدخلون النَّار، فتظهر فضيلة المؤمنين على الكافرين، ونظيره قوله - تعالى- :﴿ أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ [ الفرقان : ٢٤ ].


الصفحة التالية
Icon