قال تعالى :﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ﴾ من برِّ الوالدين وعقوقهما ﴿ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ ﴾، أي : إنَّا قد أمرناكم في هذه الآية بإخلاص العبادة لله، وبالإحسان بالوالدين، ولا يخفى على الله ما تضمرونه في أنفسكم من الإخلاص وعدم الإخلاص، فالله تعالى مطلع على ما في نفوسكم.
﴿ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ ﴾ أي : إن كنتم برآء عن جهة الفساد في أحوال قلوبكم، وكنتم أوَّابين، أي : راجعين إلى الله، فإنَّ حكم الله في الأوَّابين أنَّه غفورٌ لهم، يكفِّر عنهم سيئاتهم.
والأوَّابُ : على وزن فعَّال، وهو يفيد المداومة والكثرة؛ كقولهم : قتَّال، وضرَّاب.
قال سعيد بن المسيِّب - C- : الأوَّاب الذي يذنب، ثم يتوب. وقال سعيد بن جبيرٍ : هو الرجَّاع إلى الخير.
وقال ابن عباس - رضي الله عنه- : هو الرجَّاع إلى الله تعالى فيما ينوبه. وعنه أيضاً قال : هم المسبِّحون؛ لقوله تعالى :﴿ ياجبال أَوِّبِي مَعَهُ ﴾ [ سبأ : ١٠ ].
وقال قتادة : المصلُّون.
وقيل : هو الرجل تكون منه البادرة إلى أبويه، لا يريد بذلك الخير، فإنَّه لا يؤخذ به.
وقال عونٌ العقيلي : هم الذين يصلُّون صلاة الضحى؛ لأن النبي ﷺ خرج إلى أهل قباء، وهُم يُصلُّونَ الضحى، فقال : صلاةُ الأوَّابين إذا رمضت الفصال من الضحى.
ورُوِيَ عن ابن عبَّاس أنه قال : إنَّ الملائكةَ لتحفُّ بالذين يصلُّون بين المغرب والعشاء، وهي صلاة الأوَّابين.