٣٤١٢- والنَّاسُ يَلحَوْنَ الأميرَ إذَا هُمُ | خَطِئُوا الصَّوابَ ولا يُلامُ المُرشِدُ |
وخفي عنهم : أنه يكون بمعنى أخطأ، أو أنه يقال :« خَطِئَ » إذا لم يصب.
وأمَّا قراءة ابن كثير، فهي مصدر : خَاطَأ يُخاطِئُ خطاءً؛ مثل : قاتل يُقاتلُ قتالاً، قال أبو عليٍّ :« هي مصدر خَاطَأ يُخاطِئُ، وإن كنَّا لم نجد » خَاطَأ « ولكن وجدنا تخاطأ، وهو مطاوع » خَاطَأ « فدلَّنا عليه، ومنه قول الشاعر :[ المتقارب ]
٣٤١٣- تَخاطَأتِ النَّبلُ أحْشاءَهُ | وأخَّرَ يَومِي فَلمْ يَعْجلِ |
٣٤١٤- تَخاطَأهُ القنَّاصُ حتَّى وجَدتُهُ | وخُرطُومهُ في مَنْقعِ المَاءِ رَاسِبُ |
وقد طعن قومٌ على هذه القراءة حتَّى قال أبو جعفرٍ - C- :« لا أعرفُ لهذه القراءة وجهاً » ولذلك جعلها أبو حاتمٍ غلطاً.
قال شهاب الدين : قد عرفهُ غيرهما، ولله الحمد.
وأما قراءة الباقين فواضحة؛ لأنَّها من قولهم : خَطِئَ يَخطَأ خِطئاً، كأثِمَ يَأثمُ إثماً، إذا تعمَّد الكذب.
وقرأ الحسن :« خَطَاء » بفتح الخاء والمدِّ، وهو اسم مصدر « أخْطَأ » كالعطاءِ اسم للإعطاء.
وقرأ أيضاً « خطَا » بالقصر، وأصله « خَطَأ » كقراءةِ ابن ذكوان، إلاَّ أنه سهَّل الهمزة بإبدالها ألفاً، فحذفت كعصا.
وأبو رجاءٍ والزهريُّ كذلك، إلاَّ أنهما كسرا الخاء ك « زِنَى » وكلاهما من خَطِئ في الدين، وأخطأ في الرَّأي، وقد يقام كلٌّ منهما مقام الآخر.
وقرأ ابن عامرٍ في رواية « خَطْئاً » بالفتح والسكون والهمز، مصدر « خَطِئ » بالكسر. قال المفسِّرون : معنى الكلِّ واحدٌ، أي : إثماً كبيراً.