وقوله « بِحَمْدهِ » قال ابن عباس : بأمره.
وقال قتادة : بطاعته؛ لأنَّهم لما أجابوه بالتَّسبيح والتَّحميد، كان ذلك معرفة منهم وطاعة، ولكنَّهم لا ينفعنم ذلك في ذلك اليوم.
وقيل : يُقِرُّون بأنَّه خالقهم وباعثهم، ويحمدونه حين لا ينفعهم الحمد، وهذا خطاب للكفّار.
وقيل : هذا خطابٌ للمؤمنين.
قال سعيد بن جبير : يخرجون من قبورهم، وينفضون التُّرابَ عن رءوسهم، ويقولون : سبحانك وبحمدك، وهو قوله :﴿ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ﴾.
وقال أهل المعاني : أي تستجيبون حامدين؛ كما تقول : جاء بغضبه، أي : جاء غضبان، وركب الأمير بسيفه، أي : وسيفه معه، ثم قال :﴿ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ أي : إن لبثتم في الدنيا، أو في القبور ﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ لأنَّ الإنسان لو مكث ألوفاً من السِّنين في الدنيا أو في القبور، عُدَّ ذلك قليلاً في مدَّة القيامة والخلود.
وقال ابن عباسٍ : يريد بين النفختين الأولى والثانية، فإنه يزال عنهم العذاب في هذا الوقت، ويدلُّ عليه قوله تعالى في سورة يس ﴿ مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ [ يس : ٥٢ ] وذلك ظنُّهم بأنَّ هذا اللبث قليل، أي : لبثهم فيما بين النَّفختين.
وقيل : المراد استقلال لبثهم في عرصة القيامة؛ لأنَّه لما كان عاقبة أمرهم الدُّخول في النَّار، استقصروا مدة لبثهم في برزخ القيامة.


الصفحة التالية
Icon