المراد نهيه عن مشاهدته والكون بحضرته فهكذا ههنا، كأنه قيل : لا تكن رخواً بل كن في الدين شهيداً.

فصل


دلَّت الآية على وجوب تعلم علم الأصول، لأن قوله :« فَلاَ يَصُدَّنَّكَ » يرجع معناه إلى صلابته في الدين، وتلك الصلابة إن كان المراد بها التقليد لم يتميز المبطل فيه عن المحق، فلا بد وأن يكون المراد بهذه الصلابة كونه قوياً في تقرير الدلائل، وإزالة الشبهات حتى لا يتمكن الخصم من إزالته عن الدين بل يكون هو متمكناً من إزالة المبطل عن بطلانِهِ.
( فصل )
قوله :« فَلاَ يَصُدَّنَّكَ » يدل على أن العبادَ هُمُ الذين يصدون، ولو كان تعالى هو الخالق لأفعالهم لكان هو الصَّاد دونهم، فدل ذلك على بطلان القول بالجبر. وأجيب بالمعارضة بمسألة العلم ( والداعي ). ثم قال تعالى :« واتَّبَعَ هَوَاهُ » والمعنى أن منكر البعث إنَّما أنكره اتباعاً للهوى لا للدليل، وهذا من أعظم الدلائل على فساد التقليد، لأن المقلّد متبعٌ للهوى ( لا للحجة ) ثم قال :« فَتَرْدَى » أي : فتهلك.


الصفحة التالية
Icon