الرابع : أنه معطوف على الضمير المستتر في « مُسْحَتاً » وكان من حق هذا أن يفصل بينهما بتأكيد ما إلا أنَّ القائل بذلك وهو الكسائي لا يشترط، وأيضاً « فهو جائز ( في الضرورة ) عند الكل.
الخامس : أن يكون ( مُجَلَّفُ ) مصدراً بزنة اسم المفعول، كقوله تعالى :﴿ كُلَّ مُمَزَّقٍ ﴾ [ سبأ : ٧ ] أي تجليف وتمزيق، وعلى هذا فهو نسق على » عَضُّ زَمَانٍ « إذ التقدير : رَمَتْ بِنَا هُمُومُ المُنَى وعَضَّ زَمَانٍ أو تجليفٍ فهو فاعل لعطفه على الفاعل، وهو قول الفارسي، وهو أحسنها.
الرواية الثانية : فتح الياء وكسر الدال ورفع مُسْحَت، وتخريجها واضح، وهو أن يكون من ودع في بيته يدع فهو وادع بمعنى بقي يبقى فهو باق، فيرتفع » مُسْحَت، وتخريجها واضح، وهو أن يكون من ودع في بيته يدع فهو وادع بمعنى بقي يبقى فهو باق، فيرتفع « مُسْحَتٌ » بالفاعلية، ويرفع ( مُجَلَّفٌ ) بالعطف عليه ولا بد حينئذ من ضمير محذوف تقديره : من أجله أو بسببه ليرتبط الكلام.
الرواية الثالثة :( يُدَع ) بضم الياء وفتح الدال على ما يسمَّ فاعله و ( مُسْحضتٌ ) بالرفع لقيامه مقام الفاعل و ( مُجَلَّف ) عطف عليه، وكان من حق الواو أن لا تحذف بل تثبت، لأنها لم تقع بين ياء وكسرة، وإنما حذفت حملاً للمبني للمفعول على المبني للفاعل.
وفي البيت كلام أطول من هذا تركته اختصاراً، وهذا لبُّه، وقد ذكرته في البقرة، وفسرت معناه ولغته، وصلته بما قبله فعليك بالالتفات إليه.
قوله :﴿ فتنازعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ﴾ أي : تفاوَضُوا وتشاوَرُوا واستقروا على شيء واحد.
وقال مقاتل : اختلفوا فيما بينهم.
قال محمد بن إسحاق ووهب : لما قال لهم موسى ﴿ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى الله كَذِباً ﴾ قال بعضهم لبعض : ما هذا بقول ساحر.
قال بعض المفسرين إن فرعون وقومه دخلوا مع السحرة وحدهم، أي تناظروا وتشاوروا في أمر موسى سرًّا من فرعون.
قال الكلبي : قالوا سرًّا إن غَلَبَنَا موسى اتبعناه. وهو قول ابن عباس.
قوله :﴿ وَأَسَرُّواْ النجوى ﴾ أي المناجاة يكون مصدراً واسماً، أي : أسروا النحوى من فرعون.
قال ابن عباس : إنَّ نجواهُم إن غلبنا موسى اتبعناه.
وقال قتادة : إنْ كانَ ساحراً فسنغلبه وإن كان من السماء وإن كان من السماء فله أمر.
وقال السدي : نجواهم هو قولهم :﴿ قالوا إِنْ هذان لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ ﴾ [ طه : ٦٣ ].