﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ وهاهنا نكتة وهي أنَّ العبد له أسماء ثلاثة : الظالم، والظَّلوم، والظَّلاَّم إذا كثر منه الظلم، ولله في مقابلة كل واحد من هذه الأسماء اسماً فكأنه تعالى قال : إن كنتَ ظالماً فأنا غافرٌ، وإن كنت ظلوماً فأنا غَفوٌ، وإن كنت ظلاَّماً فانَا غَفَّارٌ.
قال ابن عباس :« مَنْ تَابَ » عن الشرك « وَآمَنَ » وَحَّدَ الله وصدّقه « وَعَمِلَ صَالِحاً » أدَّى الفرائض « ثُمَّ اعْتَدَى » علم أنَّ ذلك توفيق من الله تعالى. وقال قتادة وسفيان الثوري : لزم الإسلام حتى مات عليه. وقال الشعبي ومقاتل والكلبي : علم أنَّ لذلك ثواباً. وقال زيد بن أسلم : تعلَّم العلم لتهتدي كيف يعمل. وقال سعيد بن جبير : أقام على السنة والجماعة.

فصل


قال بعضهم : تجبُ التوبةُ عن الكفر أولاً ثم الإتيان ثانياً، لهذه الآية، فإنه قدم التوبة على الإيمان.
ودلَّت هذه الآية أيضاً على أن العمل الصالح غيرُ داخلٍ في الإيمان، لأنه تعالى عطف العمل الصالح على الإيمان، والمعطوف عليه.


الصفحة التالية
Icon