وقيل : فنسي وقت الموعد في الرجوع.
قوله :﴿ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً ﴾ أي : أن العجل لا يكلمهم، لا يجيبهم إذا دعوه، ﴿ وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً ﴾. وهذا استدلال على عدم أنه إله بأنه لا يتكلم ولا ينفع ولا يضر. وهذا يدل على أن الإله لا بد وأن يكون موصوفاً بهذه الصفات، وهو كقوله تعالى في قصة إبراهيم -عليه السلام- ﴿ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ ﴾ [ مريم : ٤٢ ] وأن موسى -عليه السلام- في الأكثر لا يعول إلى على دلائل إبراهيم ( عليه السلام ).
قوله :﴿ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ ﴾ العامة على رفع « يَرْجِعُ » لأنها المخففة من الثقيلة، ويدل على ذلك وقوع أصلها وهو المشددة في قوله :﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ ﴾ [ الأعراف : ١٤٨ ].
قال الزجاج : الاختيار الرفع بمعنى : أنه لا يرجع كقوله :﴿ وحسبوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ [ المائدة : ٧١ ] بمعنى : أنه لا تكون.
وقرأ أبو حيوة والشافعي ( رضي الله عنه ) وأبان بنصبه، جعلوها الناصبة.
والرؤية على الأولى يقينية، وعلى الثانية بصرية، وقد تقدم تحقيق هذين القولين ( في المائدة ).
والسَّامريُّ : منسوب لقبيلة يقال لها سامرة.

فصل


دلَّت الآية على وجوب النظر في معرفة الله تعالى، وقال في آية أخرى ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ﴾ [ الأعراف : ١٤٨ ]، وهو قريب من قوله في ذم عبدة الأصنام ﴿ فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ ﴾ [ الأنبياء : ٦٣ ]، أي لو كان يكلمهم لكان إلهاً، والشيء يجوز أن يكون مشروطاً بشروط كثيرة، وفوات منها يقتضي فوات المشروط، وحصول الواحد منها لا يقتضي حصول المشروط.
قال بعض اليهود لعليٍّ -Bه- ما دَفَنْتُمْ نَبيَّكُمْ حتَّى اختلفتم.
فقال : اختلفنا عنه وما اختلفنا فيه، وأنتم ما جفَّت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم لنبيكم اجعَلْ لَنَا إلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَة.


الصفحة التالية
Icon