الثالث : أن المراد أربع صلوات، فقوله :﴿ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس ﴾ للفجر « وَقَبْلَ غُرُوبِهَا » للعصر، ﴿ وَمِنْ آنَآءِ الليل ﴾ المغرب والعتمة، بقي الظهر خارجاً.
وعلى هذا التأويل يمكن أن يستدل بهذه الآية على أن المراد بالصَّلاة الوُسْطى صلاة الظهر، لأن قوله :﴿ حَافِظُواْ عَلَى الصلوات ﴾ [ البقرة : ٢٣٨ ] المراد به هذه الأربع، ثم أفرد الوسطى بالذكر، والتأسيس أوْلَى من التأكيد، والأول أولى. هذا إذا حَمَلْنَا التسبيح على الصلاة.
وقال أبو مسلم : لا يبعد حمله على التنزيه والإجلال، والمعنى اشتغل بتنزيه الله تعالى في هذه الأوقات. فإن قيل : النهار له طرفان، فكيف قال :« وَأَطْرَافَ النهار » ؟ بل الأولى أن يقول كما قال :﴿ وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَيِ النهار ﴾ [ هود : ١١٤ ].
فالجواب : من الناس من قال أقل الجمع اثنان فسقط السؤال ومنهم من قال : إنما جمع لأنه يكرر في كل نهار ويعود. وقوله :﴿ مِنْ آنَآءِ الليل ﴾ متعلق ب « سَبِّحْ » الثانية. قوله :« وَأَطْرَافَ » العامة على نصبه، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه عطف على محل ﴿ وَمِنْ آنَآءِ الليل ﴾.
والثاني : انه عطف على « قَبْل ».
وقرأ السحن وعيسى بن عمر « وأطرافِ » بالجر عطفاً على « آناءِ اللَّيل » وقوله هنا « أطْرَافَ » وفي هود « طَرَفَيْ النَّهَارِ »، فقيل : هو من وضع الجمع موضع التثنية كقوله :
٣٧٠١- ظَهْرَاهُمَا مِثْلُ ظُهُورِ التُّرْسَيْن... وقيل : هو على حقيقته، والمراد بالأطراف الساعات.
قوله :« تَرْضَى » قرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم « تُرْضَى » مبنيًّا للمفعول.
والباقون مبنيًّا للفاعل، وعليه ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى ﴾ [ الضحى : ٥ ] والمعنى : ترضى ما تنال من الشفاعة، أو ترضى بما تنال من الثواب على ضم التاء كقوله :﴿ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً ﴾ [ مريم : ٥٥ ].


الصفحة التالية
Icon