وفيه نظر. بل هو صفة ل « جسداً » بالاعتبارين، لا يليق المعنى إلا به.
قوله :« صَدَقْنَاهُمْ الوَعدَ » صدق يتعدى لاثنين إلى ثانيهما بحرف الجر. وقد يحذف تقول : صَدَقْتُكَ الحديث، وفي الحديث نحو أمر واستغفر وقد تقدم في « آل عمران ». قال الزمخشري : هو مثل قوله :﴿ واختار موسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ﴾ [ الأعراف : ١٥٥ ] والأصل في الوعد، ومن قومه. والمعنى « صدقناهم الوعد » الذي وعدناهم بإهلاك أعدائهم، ﴿ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَآءُ ﴾ أي : أنجينا المؤمنين الذين صدقوا الرسل « وَأَهْلَكْنَا المُسْرَفِين » أي : المشركين المكذبين، وكل مشرك مسرف على نفسه.
قوله :﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً ﴾ يا معشر قريش « فِيِهِ ذِكْرِكُمْ » أي شرفكم، كما قال :﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾ [ الزخرف : ٤٤ ] وإنَّهُ شَرَفٌ لمن آمن به. وقال مجاهد : فيه حديثكم. وقال الحسن :« فِيهِ ذِكْرُكُمْ » أي ذكر ما تحتاجون إليه من أمور دينكم « أَفَلاَ تَعْقِلُونَ » وهذا كالحث على التدبر للقول لأنهم كانوا عقلاء، لأن التدبير من لوازم العقل، فمن لم يتدبر فكأنه خرج عن العقل.