واعلم أن الضمير في قوله :﴿ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه ضمير الشعائر على حذف مضافه، أي : فإن تعظيمها من تقوى القلوب.
والثاني : أنه ضمير المصدر المفهوم من الفعل قبله، أي : فإن التعظيم من تقوى القلوب والعائد على اسم الشرط من هذه الجملة الجزائية مقدر تقديره : فإنها من تقوى القلوب منهم. ومن جوَّز إقامة ( أل ) مقام الضمير - وهم الكوفيون -، أجاز ذلك هنا، والتقدير : من تقوى قلوبهم كقوله :﴿ فَإِنَّ الجنة هِيَ المأوى ﴾ [ النازعات : ٤١ ]. والعامة على خفض « القلوب »، وقرئ برفعها، فاعلة للمصدر قبلها وهو « تقوى ».