ثم قال :﴿ وَهُوَ الذي ذَرَأَكُمْ فِي الأرض ﴾ أي : خلقكم، قال أبو مسلم : ويحتمل بسطكم فيها ذرية بعضكم من بعض حتى كثرتم كقوله :﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ﴾ [ الإسراء : ٣ ] أي : هو الذي جعلكم في الأرض متناسلين، ويحشركم يوم القيامة إلى دار لا حاكم فيها سواه، فجعل حشرهم إلى ذلك الموضع حشراً إليه لا بمعنى المكان. ثم قال :﴿ وَهُوَ الذي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ أي : نعمة الحياة وإن كانت من أعظم النعم فهي منقطعة وأنّه سبحانه - وإن أنعم بها، فالمقصود منها الانتقال إلى دار الثواب. ثم قال :﴿ وَلَهُ اختلاف الليل والنهار ﴾ أي : تدبير الليل والنهار في الزيادة والنقصان، ووجه النعمة بذلك معلوم. قال الفراء : جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض. ثم قال :« أَفَلاَ تَعْقِلُونَ » قرأ أبو عمرو في رواية يعقوب : بياء الغيبة على الالتفات والمعنى : أفلا تعقلون ما ترون صُنْعَهُ فَتعْتبرونَ.