وقرأ معاذ بن جبل « مُقَرَّنُونَ » بالواو، ووجهها أن تكون بدلاً من مفعول « أُلْقُوا » وقرأ عمرو بن محمد « ثَبُوراً » بفتح الثاء، والمصادر التي على ( فعول ) بالفتح قليلة جداً، وينبغي أن يضم هذا إليها، وهي مذكورة في البقرة عند قوله ﴿ وَقُودُهَا الناس ﴾ [ البقرة : ٢٤ ].

فصل


قال ابن عباس : يُضَيق جهنم عليهم كما يضيق الزج على الرمح، وهو منقول أيضاً عن ابن عمر. وسئل النبي - ﷺ - عن ذلك فقال :« إِنَّهُمْ يُسْتَكْرَهُونَ في النار كما يُسْتَكْرَه الوتد في الحائط ».
قال الكلبي : الأسفلون يرفعهم اللهب والأعلون يخفضهم الداخلون فيزدحمون في تلك الأبواب. قال الزمخشري : الكرب مع الضيق كما أن الفرج مع السعة، ولذلك وصف الجنة بأن عرضها السموات والأرض.
وقوله :« مُقَرَّنِينَ » ( أي : مصفدين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال. وقيل : مقرنين ) مع الشياطين في السلاسل، كل كافر مع شيطان، فعندما يشاهدون هذا العذاب دعوا بالويل والثبور.
قال ابن عباس : يقولون : ويلاً. وقال الضحاك : هلاكاً. فيقولون : واثبوراه فهذا حينك وزمانك، فيقال لهم :﴿ لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُوراً وَاحِداً وادعوا ثُبُوراً كَثِيراً ﴾ أي : هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة فادعوا أدعية كثيرة.
قال الكلبي : نزل هذا كله في أبي جهل والكفار الذين ذكروا تلك الشبهات.


الصفحة التالية
Icon