فصل
تقدم الكلام في « يَا وَيْلَتَى » في هود. ﴿ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً ﴾ يعني أبيّ بن خلف ﴿ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذكر ﴾ عن الإيمان والقرآن، ﴿ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي ﴾ يعني الذكر مع الرسول « وَكَانَ الشَّيْطَانُ » وهو كل متمرد عاتٍ من الجن والإنس، وكل من صدَّ عن سبيل الله فهو شيطان. وقييل : أشار إلى خليله. وقيل : أراد إبليس، فإنه الذي حمله على أن صار خليلاً لذلك المُضِل، ومخالفة الرسول، ثم خذله، وهو معنى قوله :« للإنْسَانِ خَذُولاً » أي : تاركاً يتركه ويتبرأ منه عند نزول البلاء والعذاب.
وقوله :« وَكَانَ الشَّيْطَانُ » يحتمل أَنْ تكون هذه الجملة من مقول الظالم فتكون منصوبة المحل بالقول. وأن تكون من مقول الباري تعالى فلا محل لها، لاستئنافها.