قوله :﴿ وَإِنَّا على أَن نُّرِيَكَ ﴾ هذا الجار متعلق ب « لَقَادِرُونَ » أو بمحذوف على خلاف سبق في أن هذه اللام تمنع ما بعدها أن يعمل فيما قبلها. والمعنى : أنهم كانوا ينكرون الوعد بالعذاب، فقيل لهم : إن الله قادر على إنجاز ما وعد في الدنيا. وقيل : المراد عذاب الآخرة.
قوله :﴿ ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ السيئة ﴾ وهو الصفح والإعراض والصبر على أذاهم.
قال الزمخشري : قوله :﴿ ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ السيئة ﴾ أبلغ من أن يقال : بالحسنة السيئة لما فيه من التفضيل، ( كأنه قال ادفع بالحُسنى السيئة ) والمعنى الصفح عن إساءتهم، ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان، وبذل الاستطاعة فيه كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة...
قيلك هذه الآية نُسخت بآية السيف، وقيل : محكمة، لأن المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى نقصان دينٍ أو مروءة. ثم قال :﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ أي : يقولون من الشرك.