ويحتمل أيضاً أنَّ الأمر المستقبل إذا لم يعرفوه أوردُوا الكلام الموضوع للترجي والظن دون اليقين فقد قال تعالى :﴿ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ ﴾ [ الأنعام : ٢٨ ].
قوله :« كَلاَّ » كلمة ردع وزجر أي : لا ترجع. معناه المنع طلبوا، كما يقال لطالب الأمر المُسْتبعد : هَيْهَات. ويحتمل أن يكون ذلك إخباراً بأنهم يقولون ذلك، وأنّ هذا الخبر حق، فكأنّه تعالى قال : حقاً إنّها كلمة هو قائلها. والأول أقرب.
قوله :« إِنَّهَا كَلِمةٌ » من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل كقوله :« أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد » يعني قوله :
٣٨١٠- أَلاَ كُلُّ شَيءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِل | وقد تقدم طرف من هذا في آل عمران. و « هُوَ قَائِلُهَا » صفة ل « كَلِمَة ». |
قوله :« وَمِنْ وَرَائِهِمْ » أي : أمامهم وبين أيديهم. « بَرْزَخٌ » البرزخ : الحاجز بين المسافتين وقيل : الحجاب بين الشيئين أن يصل أحدهما إلى الآخر، وهو بمعنى الأوّل.
وقال الراغب : أصلة برْزَة بالهاء فعُرّب، وهو في القيامة الحائل بين الإنسان وبين المنازل الرفيعة والبرزخ قبل البعث المنع بين الإنسان وبين الرجعة التي يتمناها.
قال مجاهد : حجاب بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا. ( وقال قتادة : بقيّة الدنيا ).
قال الضحاك : البرزخ ما بين الموت إلى البعث. وقيل : القبر وهم فيه إلى يوم يبعثون.