وقيل : أراد معكما ومع بني إسرائيل نسمع ما يجيبكم فرعون، ﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فقولاا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العالمين ﴾ إنما أفرد « رَسُول » إمَّا لأنه مصدر بمعنى : رسالة والمصدر يُوَحَّدُ، ومن مجيء « رَسُول » بمعنى رسالة قوله :

٣٨٩٧ - لَقَدْ كَذَبَ الوَاشُونَ مَا فُهْتُ عِنْدَهُمْ بِسِرٍّ وَلاَ أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ
أي برسالة. وإما لأنهما ذَوَا شريعة واحدة فنُزِّلا منزلة رسول.
وإما لأن المعنى : كل واحد منا رسول. وإما لأنه من وضع الواحد موضع التثنية لتلازمهما، فصارا كالشيئين المتلازمين، كالعينين واليدين. وحيث لم يقصد هذه المعاني طابق في قوله :﴿ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ ﴾ [ طه : ٤٧ ]. وقال أبو عبيد : يجوز أن يكون « الرسول » بمعنى الاثنين والجمع، تقول العرب : هذا رسولي ووكيلي، [ وهذان رسولي ووكيلي ]، وهؤلاء رسولي ووكيلي، كما قال :﴿ وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ﴾ [ الكهف : ٥٠ ]. قوله :« أَنْ أَرْسِلْ ». يجوز أن تكون مفسِّرة ل « رَسولُ » إذا قيل : بأنه بمعنى الرسالة، شرحا الرسالة بهذا وبيَّناها به. ويجوز أن تكون المصدرية، أي : رسول بكذا، والمراد من هذا الإرسال : التخلية والإرسال : كقولك : أرسل البازي.


الصفحة التالية
Icon