وثالثها : أن إبراهيم - عليه السلام - كان مع شدة استغراقه في المعرفة شديد الفرار عن الوسائط، ولذلك لما قال له جبريل :« ألك حاجة؟ » قال :« أما إليك فلا » فهاهنا قال :﴿ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي ﴾ أي : بمجرد عبوديتي واحتياجي إليك تغفر لي خطيئتي، لا أن تغفرها بواسطة شفاعة شافع، فإن قيل : لم علق غفران الخطيئة بيوم الدين وإنما تغفر في الدنيا؟
فالجواب : لأن أثرها يظهر يوم الدين، وهو الآن خفي لا يعلم.


الصفحة التالية
Icon