و « فَتْحاً » يجوز أن يكون مفعولاً به بمعنى المفتوح، وان يكون مصدراً مؤكداً. والفَتَاحَةُ : الحكومة. والفَتَّاح : الحكم، لأنه يفتح المستغلق. والمراد إنزال العقوبة عليهم لقوله عقيبه :« وَنَجِّنِي »، ولولا أن المراد إنزال العقوبة لما كان لذكر النجاة بعده معنى.
قوله :« وَنَجِّنِي » المُنجَّى « منه محذوف لفهم المعنى، أي : مما يَحِلُّ بقومي، و » مِنَ المُؤْمِنِينَ « بيان لقوله :» مَنْ مَعِيَ «.
قوله :﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفلك المشحون ﴾.
قال الزمخشري : الفُلك : السفينة، واحدها : فُلْك، قال الله تعالى :﴿ وَتَرَى الفلك مَوَاخِرَ فِيهِ ﴾ [ النحل : ١٤ ] فالواحد بوزن ( قُفْل ) والجمع بوزن ( أًسْد ) وَالمَشْحُون :»
المَمْلُوء المُوقَر «، يقال : شَحَنَها عليهم خَيْلاً ورجَالاً أي ملأها والشَّحْنَاء : العداغوة لأنهما تملأ الصدور إحناً. والفُلْك هنا مفرد بدليل وصفه بالمرفد، وقد تقدم الكلام عليه في البقرة.

فصل


دلَّت الآية على أن الذين نجوا معه كان فيهم كثرة، وأن الفك امتلأ بهم وبما صحبهم من الحيوانات، ثم إنه تعالى بعد أن نجاهم أغرق الباقين فقال :﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الباقين إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم ﴾.


الصفحة التالية
Icon