( فلزم الدور.
فالجواب : لا نسلم أن العلم بكون الشياطين ممنوعين عن ذلك ) لا يستفاد إلا من قول النبيّ - ﷺ - لأنا نعلم بالضرورة أن النبيّ - ﷺ - كان يلعن الشياطين، ويأمر الناس بلعنهم، فلو كان ذلك إنما حصل من إلقاء الشياطين لكان الكفار أولى بأن يحصل لهم مثل هذا العلم، فيجب أن يكون اقتار الكفار على مثله أولى. ولما لم يكن كذلك علمنا أن الشياطين ممنوعون، لأنهم معزولون عن تعرف الغيوب. ثم إنه تعالى لما ذكر هذا الجواب خاطب الرسول - عليه السلام - فقال :﴿ فَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ المعذبين ﴾. قال ابن عباس : يحذر به غيره، يقول : أنت أكرم الخلق عليَّ ولو اتخذت إلهاً غيري لعذبتك. وقوله :« فَتَكُونَ » منصوب في جواب النهي.


الصفحة التالية
Icon