قال المبرد : كان أبو حاتم دون أصحابه في النحو، لم يَلْحَقْ بهم إلاَّ أنه إذا خرج من بلدهم لم يلق أَعْلَم منه.
قوله :« في السَّماوَاتِ » فيه وجهان :
أحدهما : أنه متعلق ب « الخَبْءَ »، أي؛ المَخْبُوءُ في السموات.
والثاني : أنه متعلق ب « يُخْرِجُ » على أنَّ معنى ( في ) بمعنى ( مِنْ )، أي : يخرجه من السموات، و « مِنْ » و « فِي » يتعاقبان، يقول العرب : لأستخرجن العلم فيكم، أي منكم - قاله الفراء -، وقرأ عبد الله :﴿ يُخْرِجُ الخَبْءَ مِنَ السَّماواتِ ﴾.
قوله :« مَا تُخْفُونَ » قرأ الكسائي وحفص بالتاء من فوق فيهما، والباقون بالياء من تحت، فالخطاب ظاهر على قراءة الكسائي، لأن ما قبله أَمرهُمْ بالسجود وخطابهم به والغيبة على قراءة الباقين غير حفص ظاهرة أيضاً، لتقدم الضمائر الغائبة في قوله :« لَهُمْ »، و « أَعْمَالَهُمْ » و « صَدَّهُمْ » و « فَهُمْ » وأما قراءة حفص فتأويلها أنه خرج إلى خطاب الحاضرين بعد أن أَتَمَّ قصة أهل سبأ، ويجوز أن يكون التفاتاً على أنه نزل الغائب منزلة الحاضر، فخاطبه ملتفتاً إليه.
وقال ابن عطية : القراءة بيان الغيبة تُعْطِي أَنَّ الية من كلام الهدهد، وبتاء الخطاب تعطي أنها من خطاب الله لأُمّة محمد - ﷺ - وقد تقدم أن الظاهر أنه من كلام الهدهد مطلقاً.


الصفحة التالية
Icon