التاسع : أنها على حذف الجار أيضاً، إلا أنه الباء، أي : بأنَّا دمَّرناهم، ذكره أبو البقاء.
العاشر : أنها بدل من « كَيْفَ »، وهذا وهم من قائله، لأن المبدل من اسم الاستفهام يلزم معه إعادة حرف الاستفهام، نحو : كم مالكم أعشرون أم ثلاثون؟ وقال مكي : ويجوز في الكلام نصب « عَاقِبَة » ويجعل « أَنَّا دَمَّرنَّاهُم » اسم كان. انتهى.
بل كان هذا هو الأرجح كما كان النصب في قوله :﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ﴾ [ العنكبوت : ٢٤ ] ونحوه أرجح، لما تقدّم شبهه بالمضمر، لتأويله بالمصدر، وتقدّم تحقيق هذا. وقرأ أُبيّ :« أنْ دَمَّرْنَاهُمْ » وهي : أن المصدرية التي يجوز أن تنصب المضارع، والكلام فيها كالكلام فيها كالكلام على « أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ » وأمّا قراءة الباقين، فعلى الاستئناف، وهو تفسير للعاقبة، وكان يجوز فيها التمام والنقصان والزيادة، و « كَيْفَ » وما في حيّزها في محل نصب على إسقاط الخافض، لأنّه معلق للنظر، و « أَجْمَعِينَ » : تأكيد للمعطوف والمعطوف عليه.

فصل


قال ابن عباس : أرسل الله الملائكة تلك الليلة إلى دار صالح يحرسونه، فأتى التسعة دار صارح شاهرين سيوفهم فرمتهم الملائكة بالحجارة من حيث يرون الحجارة ولا يرون الملائكة، فقتلتهم. وقال مقاتل : نزلوا في سفح جبل ينتظر بعضهم بعضاً، ليأتوا دار صالح، فجثم عليه الجبل فأهلكهم وأهلك الله قومهم بالصيحة.
قوله :﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً ﴾ العامة على نصب « خَاوِيَةً » حالاً، والعامل فيها معنى اسم الإشارة، وقرأ عيسى :« خَاوِيَةٌ » بالرفع، إمّا على خبر « تلك »، و « بُيُوتُهُمْ » بدل من « تِلْك »، وإمّا خبر ثان، و « بُيُوتُهُم » خبر أول، وإمّا على خبر مبتدأ محذوفن أي : هي خاوية، وهذا إضمار مستغنًى عنه، و « بِمَا ظَلَمُوا » متعلق ب « خاوية »، أي بسبب ظلمهم. و « خَاويَةً » أي : خالية « بِمَا ظَلَمُوا » بظلمهم وكفرهم، ﴿ إِنَّ فِي ذلك لآيَةً ﴾ لَعِبْرَةً، « لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » قدرتنا :﴿ وَأَنجَيْنَا الذين آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾ قيل : كان الناجون منهم أربعة آلاف.


الصفحة التالية
Icon