وكزيادتها في قوله :﴿ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ [ الأعراف : ١٥٤ ] وكزيادة الباء في قوله تعالى :﴿ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ ﴾ [ البقرة : ١٩٥ ] وعلى هذه الأوجة الوقف على « تَسْتَعْجِلُونَ ».
الرابع : أن فاعل « رَدِفَ » ضمير الوعد، أي : ردف الوعد، أي : قرب ودنا مقتضاه و « لَكُمْ » خبر مقدّم، و « بَعْضُ » مبتدأ مؤخر، والوقف على هذا على « رَدِفَ » وهذا فيه تفكك للكلام.
والخامس : أنّ الفعل محمول على مصدره، أي : الرادفة لكم، وبعض على تقرير ردافة بعض، يعني : حى يتطابق الخبر والمخبر عنه، وهذا أضعف مما قبله.
وقرأ الأعرج :« رَدَفَ » بفتح الدال، وهي لغة، والكسر أشهر. ﴿ بَعْضُ الذي تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ من العذاب حل بهم ذلك يوم بدر.
قوله :﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس ﴾ قال مقاتل : على أهل مكة، حيث لم يعجل عليهم العذاب. والفصل : الإفضال ومعناه أنه متفضل، وهذه الآية تبطل قول من قال : إنه لا نعمة لله على الكفار.
قوله :« لاَ يَشْكُرُونَ » يجوز أن يكون مفعوله محذوفاص، أي : لا يشكرون نعمه، ويجوز أن لا يقدر بمعنى : لا يعترفون بنعمةٍ، فعبّر عن انتفاء معرفتهم بالنعمة بانتفاء ما يترتبت على معرفتها، وهو الشكر.
قوله :﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ ﴾ العامة على ضم تاء المضارعة من : أَكنَّ، قال تعالى :« أَوْ أَكْنَنْتُمْ، وابن محيصن وابن السميفع وحُميد بفتحها وضم الكاف، يقال : كَنَنْتُهُ وَأَكْنَنْتُهُ، بمعنى : أخفيت وسترت.
قوله :﴿ وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ ﴾ في هذه التاء قولان :
أحدهما : أنّها للمبالغة، كراويةٍ وعلاّمة، وقولهم : ويل للشاعر من رواية السوء، كأنه تعالى قال : وما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء إلا وقد عَلِمه الله.
والثاني : أنها كالتاء الداخلة على المصادر نحو : العافية والعاقية، قال الزمخشري : ونظيرها الذبيحة والنطيحة والرّمية في أنها أسماء غير صفات. ﴿ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ أي : في اللوح المحفوظ والمبين : الظاهر المبين لمن ينظر فيه من الملائكة.