و « أَنْ » تطرد زيادتها في موضعين :
أحدهما : بعد لمَّا كهذه.
والثاني : قبل « لَوْ » مسبوقة بقسم كقوله :
٣٩٨٣ - أَمَا وَاللَّهِ َنْ لَوْ كُنْتُ حُراً... ٣٩٨٣م - فَأُقُسِمُ أَنْ لَوْ التَقَيْنَا وَأَنْتُمُ... لَكَانَ لَكُمْ يَوْمٌ مِنَ الشَّرِّ مُظْلِم
والعامة على « يَبْطِش » بالكسر، وضمَّها أبو جعفر، وقيل : إن القائل « يَا مُوسَى » هو القبطي، وكان قد عرف القصة من الإسرائيلي. قال ابن الخطيب : وهذا هو الظاهر، لقوله :﴿ فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بالذي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ ياموسى ﴾، فهذا القول منه لا من غيره، وأيضاً قوله :﴿ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأرض ﴾ لا يليق إلا بقول الكافر، والجبار : هو الذي يفعل ما يريده من الضرب والقتل بظلم، ولا ينظر في العواقب، وقيل : المتعظم، ﴿ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المصلحين ﴾، قال المفسرون : فلما سمع القبطي قول الإسرائيلي علم أَنَّ موسى هو الذي قتل ذلك الفرعوني : فانطلق إلى فرعون فأخبره بذلك، وأمر فرعون بقتل موسى. قال ابن عباس : أرسل فرعون الذباحين لقتل موسى فأخذوا الطريق الأعظم. قوله :﴿ وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى المدينة يسعى ﴾، أي : من آخر المدينة اسمه : حزقيل مؤمن آل فرعون، وقيل اسمه شمعون، وقيل :( شمعان ) :« يَسْعَى » قال الزمخشري :« يَسْعَى » يجوز ارتفاعه وصفاً ل « رَجُلٌ » وانتصابه حالاً عنه، لأنه قد تخصص بالوصف بقوله :﴿ مِّنْ أَقْصَى المدينة ﴾، فإن جعلت « مِنْ أَقْصَى » متعلقاً ب « جَاءَ » ف « يَسْعَى » صفة ليس إلا. وهذا بناء منه على مذهب الجمهور، وقد تقدَّم أَنَّ سيبويه يجيز ذلك من غير شَرْط.
وفي آية يس قدَّمَ « مِنْ أَقْصَى » على « رَجُل »، لأنه لم يكن من أقصاها وما جاء منها وهنا وصفه بأنه من أقصاها، وهما رجلان مختلفان وقضيتان متباينتان.
( قوله ) « يَأْتَمِرُونَ » أي : يتآمرون بمعنى يتشاورون، كقول النمر بن تولب :
٣٩٨٤ - أَرَى النَّاسَ قَدْ أَحْدَثُوا شبهَةً | وَفِي كُلِّ حَادِثَةٍ مُؤْتَمَرْ |